الأحد، 21 ديسمبر 2014

قصة كيميائية


جرائم و اسرار كيميائية !!

القصة الأولى
الدوق الأكبر فرانسيسكو دي ميديسي
مؤرخ إيطالي زعم انه وجد ضريح الدوقة ميديسي التي توفيت بطريقة غامضة قبل أربعة قرون مضت
يعتقد الخبراء أن القبر الذي تم العثور عليه أثناء بناء كاتدرائية سان لورنزو يعود إلى بيانكا كابيلو العشيقة الأولى والتي أصبحت زوجة الدوق الأكبر فرانسيسكو دي ميديسي دوق توسكاني فيما بعد
هذا الاكتشاف قد يساعد في اثبات النظريه القائله بأن فرانسيسكو وبيانكا كانا من ضحايا واحدة من أكبر مؤامرات القتل التي اتسمت بها فلورنسا من 300 سنة مضت.
كلاهما ماتا في نفس اليوم في شهر اكتوبر سنة 1587 حيث أذيع أن سبب وفاتهما هو مرض الملاريا على الرغم من الإشاعة التي تفيد بأنهما قتلا على يد فريديناندو الأول شقيق فرانسيسكو رغبة منه لنيل الحكم كما جرت العادة بين عائلات الحكام
أظهرت تجارب السموم والتي قامت بها جامعة فلورنسا على بقايا رفات الدوق فرانسيسكو والذي دفن في مقبرة عائلة ميديسي في سان لورينزو أظهرت وجود الزرنيخ ( السم القديم ) وإذا ما تم الكشف عن وجود الزرنيخ في رفات بيانكا فهذا يقطع بأن كلاهما ماتا مسموما بالزرنيخ، لكن أولا يجب التأكد من أن القبر فعلا يعود للدوقة بيانكا حيث أنها لم تدفن مع الدوق وسربت جثتها بطريقة يلفها الغموض حتى اللحظة.
وكطريقة الأفلام والقصص البوليسية أطرح هذا السؤال
هل القبر الذي اكتشفه المؤرخ الإيطالي فعلا يعود للدوقة بيانكا؟ وهل فعلا تم تسميمها بالزرنيخ مع الدوق أم أنها هواية ورفاهية علمية يبحث عنا متبطلو العلم؟!!
هذه قصة من قصص كثيرة كان للكيمياء دور فاعل ورئيسي فيها


القصة الثانية
عندما رأت إحدى أميرات القرن الثامن عشر كبريتيد الزرنيخ ولونه الذهبي الأخاذ أصرت على أن يدهن به قصرها وكان هذا المركب حينذاك يستخدم في الطلاء والتلوين ولكنها بمرور الوقت بدأت تعاني من أعراض مرضية عجيبة، بدأ جسمها يذبل شيئا فشيئا آخذة في شيخوخة غريبة واستحال شعرها الذهبي الأشقر إلى الللون الأشيب وبدأ جلدها في التغضن والهزال والوهن ماحيا كل نضارة الشباب والصبا
حار الأطباء في وضعها أيما حيرة ولم يعرفوا لهذا التغير المفاجيء الذي اعترى الأميرة الشابة التي كانت في الخامسة والعشرين من عمرها ولم يمهلها المرض حيث وافاها الأجل بعد ذلك بقليل
اكتشفوا فيما بعد أن السبب هو الطلاء الذهبي البرّاق حيث أن كبريتيد الزرنيخ المستخدمة فيه مادة طيّارة ونتيجة لاستنشاق الأميرة المستمر زاد تركيزه في خلايا جسمها وبدأت تظهر عليها آثار هذا المرض الغريب
جدير بالذكر أنه بعد هذه الحادثة تم منع استخدام كبريتيد الزرنيخ في أعمال الدهان وتلوين اللوحات الذي ولاشك كان سببا في وفاة الكثيرين قبل هذه الأميرة
كبريتيد الزرنيخ:
الأوربيمينت orpiment
صيغته: As2S3
الريالجار realgar
صيغته: AsS
مركب نادر نوعا ما لونه ذهبي قديما يستخدم في طلاء اللوحات والرسم والدهان وهو مركب غير ثابت يتحلل في وجود الضوء لذا يجب أن يحفظ في الظلام له رائحة تشبه رائحةالكبريت لكنها في الواقع رائحة الزرنيخ
ظهوره أول الأمر كان في رومانيا – البيرو – اليابان – أمريكا – استراليا
إلى لقاء آخر بإذن الله

القصة الثالثة
قصتنا هذه المرة قصة رومانسية حدثت في العهد الفيكتوري في القرن الثامن عشر حيث أشتهرت جرائم القتل باستخدام الزرنيخ الذي سمي بالقتل النظيف حيث لا دماء تراق ولا صراخ لنما قتل صامت!! 
في قصتنا يقضى فيها الحبيب ويدفع حياته ثمنا لمشاعره وبقاءه على العهد!!
قضية مادلين سميث قصة شهيرة تناقلتها وسائل الإعلام آنذاك ووردت في كثير من الكتب والمجلات
أبطال قصتنا شابة نبيلة من أسرة ثرية وشهيرة في عصر الارستقراطية والبرستيج اسمها مادلين تبلغ من العمر 22 عاما نشأت في جلاسكو كأي فتاة مترفة، وشاب فقير مهاجر من جيرسي اسمه إيميل آنجلير يعمل بائعا في محل لأحد التاجر، التقيا أول مرة في ربيع 1855 وأصبحا صديقين خلال أسابيع قليلة واستمرا في المراسلة حتى بعد انتقال مادلين مع أسرتها إلى المصيف خلال فصل الصيف وزاد تعلق كل منهما بالآخر يوما بعد آخر واتفقا على الزواج بالسر.
مادلين سميث
إيميل آنجلير

كانت خادمة مادلين واسمها كريستين تقوم بإيصال الرسائل بينهما وتمت خطوبتهما بالسر على أن يكون الزواج في العام المقبل أي عام 1856 ، في شهر يونيو أقام والد مادلين السير سميث حفلا في قصره وكان من بين المدعوين رجلا نبيلا اسمه وليام ميونخ الذي تعرّف على مادلين وأعجب بها ثم ما لبث أن تقدم لخطبتها بعد ذلك بعام بمباركة الأب الذي كان حريصا كأي ارستقراطي في ذلك الحين على ارتباط ابنته برجل نبيل مثلها في تلك الفترة بدأت مادلين بالابتعاد عن ايميل وقلت رسائلها إليه وعندما أعلنت الخطبة طلبت منه أن قطع العلاقة وأن يعطيها رسائلها حينها جن جنون إيميل ورفض أن يعطيها رسائلها وهددها بأن يخبر أباها عن تفاصيل علاقتهما ويريه رسائلها إليه ، خشيت مارلين على مستقبلها ومستقبل زواجها من ويليام إذا ما علم بالأمر فرضخت لأمر ووافقت على استمرار علاقتها بإيميل سرا.
في 21 فبراير من ذات العام ذهبت مادلين إلى صيدلية عامة وطلبت كمية من الزرنيخ بستة شلنات انجليزية وأخبرت البائع بأنها تريدها لقتل الفئران ووقعت على وثيقة الشراء حيث كانت هناك وثيقة آنذاك تحتم على المشتري التوقيع وذكر سبب الشراء عند شراء الزرنيخ أو أي مادة السامة، وكانت مادلين تلتقي بإيميل في تلك الفترة وقد لوحظ تدهورا واضحا في صحته يوما بعد آخر واستمرت مادلين في شراء الزرنيخ ثلاث مرات أخرى وحالة إيميل تتفاقم لكن أحدا لا يدري عن علاقته بمادلين حتى وافاه الأجل ومات في الساعة العاشرة صباحا بتاريخ 23 مارس 1857 م

بعد أسبوع من موته وجد المحققون رسائل مادلين إلى إيميل في مكان سكناه وتم القبض عليها والتحقيق معها ولأنها شخصية معروفة فقد انتشر الخبر وذاع صيت القضية وأثارت الرأي العام، أنكرت مادلين تسميمها لإيميل وقالت بأنها قطعت علاقتها به بعد إعلان خطبتها للسير ويليام و قالت بأنها أشترت الزرنيخ لقتل الفئران وبعد جلسات عديدة أعلنت المحكمة براءتها لعدم توفر الأدلة والشهود
بعد انتهاء القضية فسخ السير ويليام خطوبته بمادلين التي انتقلت بعدها إلى لندن وتزوجت من مصمم معماري بعد ذلك بقليل وانجبت منه طفلين ثم انفصلا بعد 28 سنة من الزواج، هاجرت مادلين إلى أمريكا وعاشت في نيويورك وماتت فيها عام 1928 في 12 ابريل بعد أن عانت من مرض كلوي
إلى الآن لا أحد يعلم حقيقة ما حدث لإيميل آنجلر البائع الفقير المهاجر من جيرسي ،،، العلم عند الله وحده

0 التعليقات:

إرسال تعليق